السكوت. فكان الصمت جمالي. ولزوم الأدب كمالي. أقتنصت من البرية جبراً. وجلبت إلى بلاد الغربة قهراً. فلا بالسريرة بحت. ولا على الأطلال نحت. بل دأبت حين غربت. وقربت حين جربت. وامتنحت حين امتحنت. وعند الامتحان. يكرم المرء أو يهان. فلما رأى مؤدبي تخليط الوقت. خاف علي من المقت. فكم بصري بكمة: لا تمدن عينيك. وعقد لساني بعقدة: لا تحرك به لسانك. وقيدني بقيد: لا تمش في الأرض مرحاً. فأنا في وثاقي لا أتألم. ومما ألاقي لا أتكلم. فلما كممت وأدبت. وجربت وهذبت. استصلحني مؤدبي لإرسالي إلى الصيد. وزال عني ذلك القيد. فأطلقت وأرسلت. فما رفعت الكمة عن عيني. حتى أصلحت ما بينه وبيني فوجدت الملوك خدامي. وأكفهم تحت أقدامي:

أمسكت عن فضل الكلام لساني ... وكففت عن نظر الدنا لساني

ما ذاك إلا أن قرب منيتي ... لزخارف اللذات قد أنساني

أدبت آداب الملوك وعلمت ... روحي هناك ضنائع الإحسان

أرسلت من كف الملوك مجرداً ... وجعلت ما أبغيه نصب عياني

حتى ظفرت ونلت ما أملته ... ثم استجبت إليه حين دعاني

هذا لعمري رسم كل مكلف ... بوظائف التسليم للإيمان

إشارة الحمام

(قال) : فبينما أنا مستغرق في لذة كلامه. معتبر بحكمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015