إلا تبلبلت على بلبالها. ولا نزهة إلا نحت على اضمحلالها. ولا خضرة إلا بكيت على زوالها. لأني ما رأيت صفوة إلا تكدرت. ولا عيشة حلوة إلا تمررت. فقرأت في مثال العرفان. كل من عليها فان. فكيف لا أنوح. على حال يحول. ووقت يدول. وعيش يزول. ووصل عن قريب مفصول. وهذه الجملة من شرح حالي تغني عن الفصول:
حديث ذاك لحمى روحي وريحاني ... فلا تلمني إذا كررت ألحاني
روض به الراح والريحان قد جمعا ... وحضرة ما لها في حسنها ثاني
من أبيض يققٍ أو أصفر فقع ... أو أخضر رقق أو أحمر قاني
والأنس دان وشمل الوصل مجتمع ... هذا هو العيش إلا أنه فاني
فنادى الباز. وهو في ميدان البراز. ويحك لقد صغر جرمك. وكبر جرمك. وقد أقلقت بتغريدك الطير. وإطلاق لسانك يجلب إليك الضير. وما يفضي بك إلى خير. أوَ ما علمت أن ما يهلك الإنسان إلا عثرات اللسان. فلولا لقلقة لسانك. ما أخذت من بين أقرانك. وحبست في ضيق الأقفاص. وسد عليك باب الخلاص. وهل ذلك إلا ما جناه عليك لسانك. فافتضح به بيانك. فلو اهتديت بسمتي. واقتديت بصمتي. لبرئت من الملامة. وعلمت أن الصمت رفيق السلامة. ألم ترني لزمت الصموت. وألفت