وفي تعب من يجحد الشمس ضوءها ... ويجهد أن يأتي لها بضريب
وإن كان ذنبي كل ذنب فإنه ... محا الذنب كل المحو من جاء تائبا
وإطراق طرف العين ليس بنافع ... إذا كان طرف القلب ليس بمطرق
وكل امرئ يوماً سيعرف سعيه ... إذا حصلت عند الإله الحصائل
وقد نبح الكلب السحاب ودونها ... مهامه تغشى نظرة المتأمل
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض ... على الماء خانته فروج الأصابع
ووضع الندى في موضع السيف العلى ... مضر كوضع السيف في موضع الندى
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره ... إذا استوت عنده الأنوار والظلم
وهل يدعي الليل الدجوجي أنه ... تضيء ضياء الشمس شهب ظلامه
ولا تشم كل خال لاح بارقه ... ولو تراءى هتون السكب ثجاحا
والنار في أحجارها مخبوءة ... لا تلتظي إن لم تثرها الأزند
والهم يخترم الجسيم نحافة ... ويشيب ناصية الصبي ويهرم
ومن ينشد الركبان عن كل غالب ... فلا بد أن يلفي بشيراً وناعيا
وأول ما يكون الليث شبلاً ... ومبدأ طلعة القمر الهلال
والنجم تستصغر الأبصار صورته ... والذنب للطرف لا للنجم في الصغر
وكم مضمر بغضاً يريك محبة ... وفي الزند نار وهو في اللمس بارد
وما كل أزهار الرياض أريجه ... ولا كل أطيار الفلا تترنم
وما كل من هز الحسام بضارب ... وملا كل من أجرى اليراع بكاتب
وما كل وحش ترى ضيغماً ... ولا كل عود يسمى عفارا