وقوله جل وعلا: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} فيه دليل على أنَّ قصَّة إحياء هذا القتيل من الأدلة على البعث، وقد بينا فيما مضى خمسة أمثله منها في هذه السُّورة الكريمة. وقوله: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} يريكم مضارعُ أرى أصلها يُرْئيكم آياته؛ أي: يبينها لكم حتى ترونها. {آيَاتِهِ}: الآية تطلق في اللغة إطلاقين، وتطلق في القرآن إطلاقين، وجمهور علماء العربية أنَّ أصل وزن الآية أيية فهي وَزْنُها فَعَلَة فاؤها همزة، وعينها ياء، ولامها ياء، اجتمع فيها موجبًا إعلال على القاعدة المقرَّرة في التَّصريف التي عقدها في الخلاصة بقوله:
من واوٍ أو ياءٍ بتحريكٍ أصلْ ... ألفًا ابْدلْ بعد فتحٍ متَّصِلْ
والأصل المشهور أنْ يكون الإعلال في الأخير، فالجاري على القياس أنْ يُقال: أياه، فتبدل الياء الأخيرِة ألفًا إلا أنّه أبدلت هنا الياء الأولى.
وإعلال الأول من الحرفين اللذين اجتمعا فيهما موجبا إعلال موجود في القرآن، وفي كلام العَرَب كآية وغاية، والآية تطلق في لغة العرب إطلاقين؛ تطلق الآية على العلامة، وهذا إطلاقها المشهور، ومنه قول نابغة ذبيان: