متوسطة في السن ليست كبيرة جدًا ولا صغيرة جدًا، وكل متوسطة في السن نصف تسميها العرب عوانًا، وهذا معنى معروف في كلام العرب ومنه قول الطرِمَّاح: قال:

حَصَانُ مواضعِ النُّقبِ الأعالي ... مواعنُ بينَ أبكارٍ وعُونِ

يعني بالأبكار جمع بكر، وهي الصغيرة التي لم تتزوج، والعون جمع عوان وهي النصف، والنصف التي انتصف عمرها فهي في وسط سنها ليست بكبيرة جدًا ولا بصغيرة جدًا، ومنه قول كعب بن زهير:

شَدَّ النهارُ ذراعا عيطلِ نصفٍ ... قامتْ فجاوبها نُكْدٌ مثاكيلُ

وفَسَّرَ بعض الأدباء في شعره النصف بالتي انتصف عمرها حيث قال:

وإنْ أتوكَ وقالوا إنها نَصَفٌ ... فإن أطيبَ نصفَيها الذي ذَهَبا

وقوله: {بَيْنَ ذَلِكَ} فيه سؤالٌ معروف، وهو أن (ذلك) إشارةٌ إلى مفردٍ مذكرِ كما قال في الخلاصة:

بذا لمفردٍ مذكرِ أشرْ ... . . . . .

و {بَيْنَ} لا تضاف للمفرد إلَّا إذا أُريدت أجزاؤه، والجواب: أنَّ ذلك وإنْ كان لفظه مفردًا فمعناه مثنّى؛ لأنَّ الإشارة راجعة إلى ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015