ولم تعطهِ بكرًا فيرضى سمينةً ... فكيفَ تُجازى بالمودةِ والفضلِ
ومن إطلاق العرب الفارض على ما تقادم عهدُهُ قول الراجز:
يا رُبَّ ذي ضِغْنٍ علي فارضِ ... لهُ قروءٌ كقروءِ الحائضِ
يعني بالضغن الفارض أنه تقادم وطالت سنُّهُ، قال بعض العلماء: ومنه قول الآخر:
شَيبَ أصداغي فَرأسي أبيضُ ... محافلٌ فيها رجالٌ فُرَّضُ
أي طاعنون في السِّن، والأظهر أن قول هذا الراجز: بها رجال فرض؛ أي: ضخامُ الأبدان؛ لأن العرب تطلق الفارض أيضًا على الضخم العظيم جدًا.
وقوله: {وَلَا بِكْرٌ} البكر هي التي لم يفتحلها الفحل لصغرها، وقال بعض العلماء: البكر التي وَلَدت مرة، ولكن المراد هنا التي لم يفتحلها الفحل لصغر سنها، والمعنى: ليست هذه البقرة التي أُمرتم بذبحها بطاعنة في السن فارض ولا بصغيرة جدًا لم يفتحلها الفحل، بل هي عوانٌ بين ذلك.
والعوان النصَف؛ أي: لا طاعنة في السن ولا صغيرة جدًّا، والعوان النصَف، وأصل النّصف التي انتصف عمرها وهي