وأجاب الجمهور عن البيت الذي أورده الأخفش: بأنَّ الخفض فيه من عطف التوهم، وعطف التوهم يكفي فيه مطلقُ توهم جواز الخفض، وعطف التوهم مسموعٌ في كلام العرب ومن أمثلته قول زهير:

بَدَا ليَ أَني لستُ مدركَ ما مضى ... ولا سابقٍ شيئًا إذا كانَ جائيا فالرواية نصبُ مدرك وخفضُ سابقٍ، والمخفوض معطوفٌ على المنصوب وهو عطف توهم، أعني توهم الباء في خبر ليس؛ لأنَّ قوله: (لست مدرك) يجوز فيه لست بمدرك ولا سابق، كما قال:

وبعدَ ما وليس جَرَّ البا الخَبَرْ ... . . . . .

فتوهم الباء بمطلق الجواز وعطف عليه خفضًا عطف توهم ونظيره قول الآخر:

مشائيمُ ليسوا مصلحينَ عشيرةً ... ولا ناعبٍ إلا ببينٍ غُرابُها

بخفض ناعبٍ عطفًا على مصلحين، لتوهُّم جواز دخول الباء، قالوا من ذلك:

وما زرتُ ليلى أنْ تكون حبيبةً ... إليَّ ولا دينٍ بها أنا طالبُهْ

لتوهم اللام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015