وعَدِّ لازما بحرفِ جَرِّ ... وإنْ حُذفْ فالنصبُ للمُنْجَرِّ

نقلا وفي أنَّ وأنْ يطردُ ... مَعْ أمنِ لبسٍ كعجبتُ أنْ يَدوا

ولطالب العلم هنا سؤالٌ، وهو أنْ يقول: عرفنا أنَّ المصدر المنسبك من أنْ وصلتها المجرور بالباء المحذوفة في قوله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً}؛ أي: يأمركم بأنْ تذبحوا بقرة، فهذا المصدر بعد حذف الباء هل محله الجر بالباء المحذوفة أو محله النصب لمّا نُزع الخافض؟.

الجواب: أنَّ جماهير النحويين على أنَّه في محلِّ نصب، وأنه لو عُطف عليه لنصب على اللغة الفصحى، وخالف في هذا الأخفش فقال: إنَّ محله الجر، واستدل على أنَّ محله الجر بأنه سُمع عن العرب خفض المعطوف عليه في قول الشاعر

وما زُرتُ ليلى أنْ تكونَ حبيبةً ... إليَّ ولا دَيْنٍ بها أنا طالِبُهْ

فخفض قوله: (ولا دينٍ) بالعطف على المصدر المنسبك من أَنْ وصلتها المجرور بحرف محذوف، وتقرير المعنى: وما زرت ليلى أن تكون حبيبةً أي لكونها حبيبةً ولا لدينٍ بها أنا طالبه.

وأجاز سيبويه الوجهين: أنَّ محله الكسر والعطف عليه بالخفض، وأنَّ محله النصب والعطف عليه بالنصب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015