لأنَّ الغُرابَ لما نعب ببَيْنِ أحبته صار الغراب له أهمية عنده فكرَّر لفظه، ومنه قول الآخر:
لا أرى الموتَ يسبقُ الموتَ شيءٌ ... نَغَّصَ الموتُ والغنى والفقيرا
لمّا كان له أهمية بقطع الحياة كرَّره، ونظائر هذا كثيرة في كلام العرب.
وعلماء البلاغة يقولون: إنَّ إعادة قوله: ظلموا في قوله: {فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} ليسجِّل عليهم الذنب الذي بسببه أنزل عليهم العذاب كما قدمنا والله تعالى أعلم.
وقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} قرأ هذا الحرف جمهور القراء: {هزُؤًا} بضَمِّ الزاي والهمزة، وقَرَأَهُ حمزة: {هُزْءًا} فهي لغةُ تميم وأسد وقيس، وقرأه حفص عن عاصم: {هُزُوًا} بإبدال الهمزة واوًا.
ومعنى قوله جَلَّ وعلا: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} كما ذكره المفسرون: أنه قُتِلَ في بني إسرائيل قتيلٌ كما يأتي في قوله: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} يزعمون اسم القتيل عاميل، قال بعضهم: كان له قرباء فقراء، وهو غني فقتلوه ليرثوه،