ظاهر القرآن، ولا مانع من أنْ تصيب الصاعقة بعضَهُم والبعضُ الآخر ينظر إليه، ثم تصيب بعضًا والبعض الآخر ينظر إليه، وكذلك قال بعض العلماء: إنَّ الله أحياهم متفرقين في غير دفعة واحدة يُحيي بعضهم والبعض الآخر ينظر إليه حين يحييه الله، وهذا معنى قوله: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

قد قدمنا معنى لعل ومعنى الشكر في درس البارحة، وهذه الآية الكريمة فيها دليل جازم على البعث؛ لأنَّ بني إسرائيل هؤلاء هذه الطائفة منهم التي أماتها الله ثم أحياها دليل قاطع على أن الله تعالى قادر على إحياء الموتى، وقد ذكر الله -عَزَّ وَجَلَّ- في هذه السورة خمسة أمثلة لإحيائه الموتى في دار الدنيا هذا أولها.

الموضوع الثاني قولُهُ في قتيل بني إسرائيل: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} [البقرة: 73] , وقوله: {كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى} بَيَّنَ به أنَّ إحياءه قتيل بني إسرائيل في دار الدنيا دليل على البعث، وإحيائه الموتى، وبعثه إياهم بعد أنْ صاروا عظامًا.

والموضع الثالث قولُهُ تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015