فمن أمثلة ملاحظته للمصدر: {عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]؛ أي: العدل الكامن في مفهوم اعدلوا، وتارة يلاحظ الزمن، ومن أمثلة ملاحظته لزمان الفعل الصِّناعي قوله جلَّ وعلا في "ق": {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ} [ق: 20]، فالإشارة بقوله "ذلك" لزمن النفخ المفهوم من بناء الفعل في قوله: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}.
وقال بعض العلماء: الإشارة في قوله: {ذَلِكُم} راجعة إلى شيئين هما: التوبةُ المفهومة من قوله: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ}، والقتلُ المفهوم من قوله: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}؛ وعلى هذا القول فالمعنى ذلكم المذكور من التوبة والقتل، ونظير هذا في القرآن -أي: بأن يكون لفظ الإشارة مفردًا ومعناه مثنّى- قولُهُ جل وعلا في هذه السورة الكريمة: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} [البقرة: 68]؛ أي: ذلك المذكور في الفارض والبكر، وهذا المعنى معروف في كلام العرب، ومنه قول عبد الله بن الزِّبعرى
إن للشرِّ وللخيرِ مدىً ... وكلا ذلك وجهٌ وقَبَلْ
أي كلا ذلك المذكور، ولما قال رؤبة بن العجَّاج في رَجزه المشهور: