النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ} [البقرة: 21]، وكما في قوله {أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [الرعد: 16]، وخالق كل شيء هو المعبود وحده، وكقوله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ} [النحل: 17]، الجواب: لا، وهذا معنى قوله: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ}، وقرأ هذا الحرف جمهور القُرّاء: {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} وعن أبي عمرو فيه روايتان، عنه قراءة: (إلى بارئْكُم) بإسكان الهمزة، وعنه رواية أخرى رواها عنه الدُّوري باختلاس الهمزة، واختلاس الهمزة هو: تخفيف حركتها حتَّى يأتي ببعض الحركة ولا يأتي بها كاملة، وهذه الرواية الأخيرة أعني رواية الدُّوري عن أبي عمرو هي التي بها الأخذ والمشهورة عند القراء.
وما زعمه بعض علماء العربية من أن الرواية الأخرى عن أبي عمرو بإسكان الهمزة في "بارئكم" أنها لحنٌ، وأن حركة الإعراب لا يجوز تسكينها فهو غلطٌ، ولا شك أنَّها لغةٌ صحيحةٌ وقراءةٌ ثابتةٌ عن أبي عمرو، وتخفيف الحركة بالإسكان لغة تميم وبني أسد، ويكثر في كلام العرب إسكانُ الحركة للتخفيف ولاسيما إذا توالت ثلاثُ حركات كما في قراءة الجمهور "بارِئِكُم" بثلاث حركات، ومن تسكين الحركة للتخفيف قولُ امرئ القيس: