النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - أنَّه يعنيهم، فقال كلامه المعروف المأثور، قال: والله إنَّا لقوم صبر في الحرب، صدق عند اللقاء، والله ما نكره أنْ تلقى بنا عدوك حتَّى ترى منا ما يُقرّ عينك، والله لقد تخلف عنك أقوامٌ لو علموا أنك تلقى كيدًا ما تخلف عنك منهم رجل.

بخلاف بني إسرائيل لما امتحنوا بخوف كهذا صدر منهم ما ذكره الله في سورة المائدة في قوله: {إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ} [المائدة: 22] , وقالوا له: {قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24] كذلك ابتلى بني إسرائيل بصيدِ وهو صيد السَّمك المذكور في الأعراف المشار له في البقرة: {وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} [الأعراف: 163] , فحداهم القَرَمُ والطمع في أكل الحوت إلى أن اعتدوا في السبت فمسخهم الله قردة.

وقد امتحن الله جلّ وعلا أصحاب النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - في عمرة الحديبية بالصيد وهم محرمون فهيَّأ لهم جميع أنواع الصيد من الوحوش والطير من كبارها وصغارها, ولم يعتدِ رجل منهم ولم يصد في الإحرام كما بينه جلَّ وعلا بقوله: {لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ} [المائدة: 94] ,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015