من هذه المعاني الإيمانية الكريمة الشريفة العظيمة: أن المؤمن ينبغي أن يكون عالي الهمة فلا يرضى بالدون، ولا يبيع الأعلى بالأدنى بيع الخاسر المغبون.
لا ينافس في حطام الدنيا، بل ينافس في درجات الآخرة، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]؛ لأن الدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة، ولو كانت تعدل جناح بعوضة لما سقى كافراً منها شربة ماء، فالمؤمن ينبغي أن يكون عالي الهمة يطمع في جنة الله، بل في أعلى درجات الجنة.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم علو في الهمة، فقد سأله أحد الصحابة الكرام، وكان يكنى بـ أبي فراس.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (سلني، فقال: أسألك مرافقتك في الجنة) فهو طلب أن يكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، قال: (أو غير ذلك؟ قال: بل هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود)، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وسقفه عرش الرحمن) فالعبد عندما يدعو ويطمع في رحمة الله لا يرجو أن يكون آخر من يدخل الجنة، أو يكون في أدنى درجات الجنة، بل يطمع أن يكون في أعلى الدرجات، وفي الفردوس الذي سقفه عرش الرحمن.
نسأل الله تعالى الفردوس.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.