وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " ما جئتم به السحر: أي الذي جئتم به السحر. ومن قال آلسحر قال: قالوا هذا سحر، فقال: آلسحر هذا؟ والفراء يقوله. ومن قال " ما جئتم به السحر أي ما جئتم بمجيئكم السحر، كما يقال: ما جئت به الباطل والزور، ما أي جئت بمجيئك هذا الباطل والزور، جئت الباطل والزور بمجيئك هذا. وهذا كقول لبيد:
وفارقني جار بأربد نافع
أي فارقني بفراق أربد رجل نافع.
" وما كنا له مقرنين " أي مطيقين.
وأنشد:
أتاني بها والليل نصفان قد مضى ... أمامي وصف قد تولى توائمه
توائمه: قطعة، أي قطعة مثل قطعة، توأم.
وأنشد:
تجلو بقادمتي حمامة أيكة ... برداً تسف لثاته بالإثمد
قال: شبه اللثة وسوادها بالحمامة.
قال أبو العباس: ويحكى عن النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً، عن عائشة قالت: فقدته في فراشي في ليلتي، فظننت أنه قد خالف إلى بعض نسائه، فخرجت فإذا هو ساجد، فقال: جاءني جبريل فقال لي: من قال هذه الكلمات غفر له: وهي: سجد لك خيالي وسوادى، وآمن بك فؤادي. رب هذه يدي بما جنيت على نفسى، يا عظيماً يرجى لكل عظيم، ادفع عنى كل عظيم.
ويقال ذرية وذرية.
" لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض " قال: كبر علمها على أهل السموات والأرض. قال: وكل شئ لم يعلم فهو ثقيل.
" وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة " قال: عرضهم بالميم لا تكون إلا للأشخاص، فإذا قال عرضهن وعرضها فهو لغير الأشخاص ولا تكون عرضهن إلا للأسماء، وتكون عرضها للأسماء والأشخاص.
له صريف صريف القعو بالمسد قال: الصريف يكون إعياء ويكون ضجراً، وهذا ها هنا إعياء.
قال أبو العباس: من قال " ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين " فهو الاختيار؛ لأن السنين جمع، ولا تخرج مفسرة، كأنه قال: ولبثوا في كهفهم سنين ثلثمائة، فالسنون تابعة للثلثمائة، والثلثمائة تابعة للسنون. وإذا قال ثلثمائة سنين فأضاف، فإن السنين فيها لغات، يقال هذه سنون فاعلم، ومررت بسنين فاعلم. هذا جمع على ما فسرنا. ولغة يقولون هذه سنينك، ومرت سنينك، فيثبتون النون، فيجعلونها كالواحد، فعلى هذه أضافوا. قال: وأنشد الفراء وأصحابنا:
ذراني من نجد فإن سنينه ... لعبن بناشيباً وشيبننا مردا
فعلى هذا أضافوا. وأنشد:
سنيني كلها لا قيت حربا ... أعد من الصلادمة الذكور
ينون ولا ينون، فمن نون جعله كالواحد ومن لم ينون قال: هو معدول عن الجميع إلى الواحد.
قال أبو العباس: وحكى الكسائي: نزلنا المنزل الذي البارحة، والمنزل الذي آنفاً، والمنزل الذي أمس. فيقولون في كل وقت شاهدوه من قرب، ويحذفون الفعل معه، كأنهم يقولون نزلنا المنزل الذي نزلنا أمس، والذي نزلناه اليوم، اكتفوا بالوقت من الفعل، إذ كان الوقت يدل على الفعل، وهو قريب. ولا يقول الذي يوم الخميس، ولا الذي يوم الجمعة. وكذا يقولون: لا كاليوم رجلاً، ولا كالعشية رجلاً، ولا كالساعة رجلاً، فيحذفون مع الأوقات التي هم فيها. وأباه الفراء مع العلم، وهو جائز، وأنشد:
لا كالعشية زائراً ومزورا
لأني أقول لقيتك العام، ولا أقول لقيتك السنة. وكل ما كان فيه الوقت فجائز أن يحذف الفعل معه، لأن الوقت القريب يدل على فعل لقربه، والفعل يدل على الوقت.
قال: وإذا قال قام عبد الله، دل على مكان وزمان وفعل.
وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " فجاسوا خلال الديار ": جاسوا وداسوا واحد.
وقال في قوله عز وجل: " ولقد مكناهم فيما إن مكناكم فيه " قال: الفراء يقول: فيما لم نمكنكم فيه، والكسائي يقول: في الذي مكناكم فيه.
قال: وكلام العرب أشرح.
زيد قمت فلم أضرب، خطأ. وزيد قمت قياماً وضربت، خطأ.
يقال شقشقة فارض، ولهاة فارض. قال: ولم نسمعها إلا بلا هاء. وقال الفراء: فرضت البقرة. قال غيره: من قال فرضت أدخل الهاء في فارض. قال أبو العباس: لا أعرفه بالهاء. والفارض: العظيمة.
قال أبو العباس: ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أفضل الأعمال العج والثج ". فالعج: التلبية والثج: الذبح، أي صب الدم.
زيد لما قمت ضربت. يجوز على الجزاء، ويجوز بالواو والفاء وثم، ولا يجوز بلا ولا بأو.
زيد ضربت عمراً وضربت أخاه. خطأ كلام.
الجزاء المحكي يرفع الفعل.