أي كانت لهن ألبان يقرى منها، ففدت أعناقهن من النحر. وقال الدأظ: الامتلاء.
وقال: الأرباض: الجبال، واحدها ربض. وقال: الرفض: النعم المتبدد. إبل رافضة: متبددة.
وأنشد:
سقياً بحيث يهمل المعرض ... وحيث يرعى ورعى وأرفض
قال: المعرض: النعم الذي وسمه العراض، خط في الفخذ عرضاً. والورع: الضعيف. أرفض: أدعها تبدد في المرعى.
وقال حفضت العود حفضاً: حنيته.
وأنشد:
إما ترى دهراً حناني حفضا
وقال: القبص: وجع يصيب الكبد من أكل التمر على الريق ثم يشرب عليه الماء.
وأنشد:
أرفقة تشكو الحجاف والقبص ... جلودهم ألين من مس القمص
ويروى أرفعه.
والوقص: دق العنق. والوقص: قصر العنق. والوقص: دقاق العيدان تلقى على النار. يقال: وقص على نارك.
وأنشد:
لا تصطلى النار إلا مجمراً أرجاً ... قد كسرت من يلنجوج له وقصا
آخر الجزء الرابع من أمالي أبي العباس ثعلب رحمه الله تعالى والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله وسلم آمين
حدثنا أحمد بن يحيى النحوي المعروف بثعلب، ثنا زبير قال: كان الرشيد يستنشد أبي كثيراً قول أبي جندب الهذلي:
يا مسك ردى فؤاد الهائم الكمد ... من قبل أن تطلبي بالعقل والقود
أما الفؤاد فشئ قد ذهبت به ... فلا يضرك ألا تحرزي جسدي
ما زال فينا قتيل يستطب له ... من حب زينب قلباً ليلة الأحد
حزت الجمال ونشراً طيباً أرجاً ... فما تسمين إلا مسكة البلد
وحدثنا أبو العباس، ثنا زبير، حدثني مبارك الطبري قال: سمعت أبا عبيد الله يقول: سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول لأمير المؤمنين المهدي: يا أبا عبد الله، لا تبرمن أمراً حتى تفكر فيه، فإن فكرة العاقل مرآة تريه قبيحه وحسنه.
حدثنا أبو العباس، حدثني زبير، حدثني مبارك الطبرى قال: سمعت أبا عبيد الله يقول: سمعت أمير المؤمنين المنصور يقول للمهدي: يا أبا عبد الله، الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة، والرعية لا يصلحها إلا العدل. وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة، وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.
حدثنا أبو العباس قال: قال معاوية لعمرو بن العاص: من أبلغ الناس؟ قال: من اقتصر على الإيجاز وتنكب الفضول. قال: فمن أصبر الناس؟ قال أردهم لجهله بحلمه.
قال: والعرب تقول: رأيت نبلاً كأن متونها متون الحيات ومتون المزاود.
ويقال إنه لغضيض الطرف، نقي الظرف، أي ليس بخائن.
قال الأصمعي: أول العلة وأول البرء.
وقال الأصمعي: تزوج أعرابي امرأة فقيل له: كيف وجدتها؟ قال: رصوفاً رشوفاً أنوفاً. قال: رصوفاً: بفرجها ضيق. ورشوقاً: طيبة القبل. وأنوفاً: تأنف مما لا خير فيه.
وحدثنا أبو العباس قال: وقال أعرابي لعبد الله بن جعفر: لا ابتلاك الله ببلاء يعجز عنه صبرك، وأنعم الله عليك نعمة يعجز عنها شكرك.
قال: وكان يقال: ما استنبط الصواب بمثل المشاورة، ولا حصنت النعم بمثل المساواة، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر.
وحدثنا أبو العباس قال: قال ابن الأعرابي: حدثني سعيد بن سالم قال: حدثني عبد الكريم بن مسلم - قال أبو العباس: هذا عمه - قال: خرجنا إلى الشام إلى الوليد بن يزيد، حين بايع لابنيه: الحكم، وعثمان. قال: فخرج وفود أهل البصرة ليهنئوه وأهل الكوفة، قال: وكنا في موضع واحد. قال: وخرج معنا شيخ باذ الهيئة، قبيح الفعل. قال: فكنا إذا نزلنا ذهب يشرب، فيمسى سكران، ويصبح مخموراً، فتمنينا فراقه، فلم نزل منه في غم حتى وردنا الشام. قال: وهيأنا الكلام. قال: ثم غدونا على الوليد، قال: فتكلم الناس فأحسنوا. قال: ودخل الشيخ على حالته تلك فتكلم فقال: أراك الله يا أمير المؤمنين في بنيك ما أرى أباك فيك، وأرى بنيك فيك ما أراك في أبيك. قال: فاستوى جالساً فقال: أعد كلامك. فأعاده، ففضله علينا في الحباء والجزاء.
وأنشد:
وإني لمكرام لمكرم نفسه ... وأبتذل الذي لا يصونها
متى ما تهن نفسي على من أوده ... أهنه ولا يكرم على مهينها