وامار عنه ريشه فقد نسل ... لم يطق النسر الدهارير الأول
أما ترين البهدلي قد نحل ... وصار يمشي مشية فيها خطل
على ثلاث أرجل فيها عصل ... واحدة في كفه من الأسل
كسرطان البحر يمشي في الوحل
تمت وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " ويدعو الإنسان بالشر دعاءه بالخير " قال: يدعو على ابنه وقرابته بالموت وهو لا يشتهي ذاك.
وقال في قوله: " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون " قال: يعلمون أنهم أتوا مالا ينبغي.
وقال في قوله تعالى: " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم " قال: قد علم قبل ذاك، ولكن أراد أن نعلم نحن.
وقال في قوله: " سبحان ربك رب العزة ": تفرد بالبقاء والعزة.
وقال: السلام والسلامة: البقاء؛ والسلام: الله عز وجل.
قال: وسميت الجنابة جنابة لتجنب الرجل ما كان عليه.
وقال في قوله: " وشجرة تخرج من طور سيناء ": هي الزيتونة. تنبت بالدهن قال: الاختيار فتح التاء. وتنبت لا يحتاج إلى باء، وهي قليلة في اللغة، إنما يقال خرجت به وأخرجته، وذهبت به وأذهبته.
واحتج له الفراء بقوله: خذ الخطام وخذ بالخطام، فجعل الخطام مفعولاً بهذا وترك الباء.
وقال: من قرأ " آتوني أفرغ عليه قطراً ": أراد آتوني قطراً أفرغ عليه. ومن قصر قال الفراء: إنما أراد هذا المعنى، ولكنه ترك الهمز، وإذا ابتدأ قال ائتوني بلا مد على ترك الهمز. ومن هذه اللغة يقولون آئدم موضع آدم، بطرح الألف الأولى. وحمزة جعل الممدود والمقصور واحداً.
" وأذنت لربها وحقت " أذنت: استمعت. وحقت، قال الفراء: وحق لها أن تفعل.
وقال: قال لي سلمة: أصحابك ليس يحفظون. فقلت: كلا، فلان حافظ. فقال: يغيرون الألفاظ ويقولون لي: قال الفراء كذا وقال كذا، وقد طالت المدة وأجتهد أن أعرف ذا. فلا أعرفه، ولا أدري ما يقولون.
" دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً قال: أي دعانا متكئاً، أو في هذه الحال، أو في هذه الحال.
لما رأين الشمط القفندرا
قال: هو الشيب في القفا.
" حم عسق " قال: اسم من أسماء الله، وكان على يعرف بهذا العين. سئل: كيف كان يعرف بهذا العين؟ قال: لا أدرى.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى: ما يعجبني أن يقوم إلا زيد. قال: مثل هذا كثير في القرآن، وهو بمعنى غير. قال: والعرب تقول: ما كائن إلا قائماً، تذهب به مذهب غير.
وأنشد:
لقينا بهم أطفالهم وكهولهم ... عليهم سرابيل الحديد المسرد
حدثنا أبو العباس ثنا عمر بن شبة ثنا ابن عائشة قال: سمعت أبي يقول: قيل ليحيى بن الحكم بن أبي العاص: ما بال عمر بن عبد العزيز، ومولده مولده، ومنشؤه منشؤه، جاء على ما رأيت؟ قال: إن أباه أرسله وهو شاب إلى الحجاز سوقة يغضب الناس ويغضبونه، ويمخضهم ويمخضونه. والله لقد كان الحجاج وما عربي أحسن مه أدباً، فطالت ولايته، وكان لا يسمع إلا ما يحب، فمات وإنه لأحمق سيئ الأدب.
قال أبو العباس: ثنا ابن شبة، قنا ابن عائشة قال: سمعت أبي يقول: كتب عبد العزيز بن مروان إلى ابنه عمر: أن تزوج بنت إبراهيم بن محمد بن طلحة. قال: فتزوجها، فكتب بذلك إلى أبيه، فكتب إليه: تزوج بنت عمها وأنت أنت. قال: فخطب إلى عمها ابن معمر بنته فزوجه. قال وكان إبراهيم يدخل بين الخصوم، فقال عمر لبنته: قولي لأبيك يكف عن الدخول. قال: فكان لا يكف عن ذلك. قال: فدخل على ابنته فقال كيف: زوجك؟ قالت: بخير. قال: فكيف عيشك؟ قالت: تأتينى مائدة غدوة أصيب منها أنا ومن حضرني، وأخرى عشية أصيب منها أنا ومن حضرني. قال: أو مالك خزانة تعولين عليها إن لم يك مسلم بأضعاف ذلك؟ قالت: لا. فأرسل إليها ما يحمله الرجال أولهم عندها وآخرهم في السوق. فسأل عمر عن ذلك فأخبرته، فملأ خزانتها بعد.
حدثنا أبو العباس قال ثنا عمر بن شبة قال وثنا عائشة قال: حدثني سعيد بن عامر، ثنا جويرية بن أسماء، قال: كان نافع إذا حدثنا عن أسلم قال: حدثنا أسلم مولى عمر، الأسود الحبشي أما والله ما به عيب، وإن كان لرجلاً صالحاً، ولكن بلغني أن بنيه ادعوا.