أخبرنا محمد قال: وثنا أبو العباس قال: حج الحجاج ومعه صاحب له، فأراد أن يأكل لقمة فوضعها من النعاس في عينه، وطارت عمامة صاحبه من النعاس أيضاً، فقال له الحجاج: ما فعلت عمامتك؟ قال: مع لقمتك.
وأنشد:
والنوم ينتزع العصا من ربها ... ويلوك ثنى لسانه المنطيق
قال: والقبول والدبور من الرياح لا تجمع.
قال: يقال: أكلت رغيفاً أجمع، ودخلت داراً جمعاء، ثم يجمع فيقال: جمع، وجمع أجمع التي للناس أيضاً جمع.
ثم أمل علينا فيه. قال أبو العباس ثعلب: قال الفراء: أجمعون معدول عن أجمع وجمعاء؛ لأن هذا أصل النعوت، فعدل إلى التوكيد وما لا يكون نعتاً؛ لأنك لا تقول مررت بأجمعين، وأنت تقول مررت بأجمع وجمعاء فلما أن عدل صار في موضع واحد، فلما أن جاء بصورة النعت عامله معاملتين: معاملة النعت، ومعاملة التوكيد. فيقول: أعجبني القصر أجمع وأجمع، وأعجبني الدار جمعاء وجمعاء. فجمع معدولة عن جمعاء.
وقال أبو العباس: إنما سمى المداد مداداً لأنه يزاد فيه.
ويقال مدت دجلة، ومد النهر النهر؛ لأنها تزيد من نفسها، وكذلك كل شيء مد من نفسه. وأمددته بالجيش، وما كان مثله كذلك.
وأنشد:
كأنما يبردن بالغبوق ... كيل مداد من فحا مدقوق
الخولع: داء يأخذ في القلب حتى يثقل.
وعن اللحياني: البقرة تجزىء عن سبعة وتجزى عن سبعة، فمن همزها فمعناها تغنى، ومن لم يهمزها تكون جزاء عن سبعة.
ويقال استعددت للمسائل وتعددت: ويقال تعود إتياننا، واستعاد إتياننا.
وحكى أبو العباس قال: رؤف به ورئف به، ورأف به رأفة ورآفة، وهو رؤوف على فعول؛ وهو رؤف على فعل، ورئف ورأف ساكن الهمزة.
ويقال: لو سألتني فصمة سواك ما أعطيتك، وقصمة سواك، وضوازة سواك، ونفاثة سواك: وهو ما بقي بين أسنانه فنفثه. وسمع اللحياني أيضاً قصم سواك.
ويقال: لهنوا ضيفكم وسلفوه، أي قدموا إليه ما يتعلل به قبل الغداء، والاسم اللهنة والسلفة.
وقال: الألوقة واللوقة: الزبدة. ويقال زل في رأيه زلاً وزللاً وزلولاً. ويقال في مثل للثيب: عجالة الراكب تمر وسويق.
ويقال الفكر والفكر والفكرة.
ويقال رجل ورع وامرأة ورعة، إذا كان جباناً، وما كان ورعاً ولقد ورع وورع وروعاً ووروعاً، وبعضهم يقول ورع يرع، فيفتح، وروعاً وتورع. فمن قال ورع قال يورع وروعاً وورعة ووراعة، ومن الورع ورع يرع ورعاً.
ويقال: قرأ فما تلعثم وتلعذم.
ويقال شعر سبط، وسبط، ورجل ورجل، وأمر نكد ونكد ونكد، وقد قرىء بهن: والذي خبث لا يخرج إلا نكداً على الثلاثة الأوجه. وسمع الكسائي تؤى الدار، ونئى الدار على مثال نعي. وقال: سمعت نأى الدار من غير واحد، ونؤى مثل نعى.
وأنشد: عليها موقد ونؤى رماد ويقال أنأيت للخباء نؤياً، مثل أنعيت.
وقال: البر على أوجه، فمنها صلة مثل قولك برك الله، أي وصلك. وقول الله عز وجل: " أن تبروهم وتقسطوا إليهم " أي تصلوا. و " أن تبروا وتتقوا " أي تصلوا. وقوله تعالى: " البر الرحيم " أي الصادق.
وأنشد:
لعمر أبيك والأنبياء تنمى ... لنعم الطائلون بنور قاش
هم منوا على وبعض قوم ... عطاؤهم بمن واقتراش
ويقال: هو في أسطمة قومه وأطسمة قومه، وجرثومة قومه، وأرومة قومه، وصيابة قومه، وصوابة قومه، وربا قومه، ورباء قومه ممدود.
وحكي عن ابن الجراح: عوى الكلب عوة. وعوية عن غيره.
والحلواء يمد ويقصر.
قال أبو العباس أحمد بن يحيى: يقال حذق الغلام يحذق وحذق يحذق، وحذق الخل يحذق لا غير. وقال: حذق فلان الحبل يحذقه أي قطعه.
" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم.
قال: قال الكسائي: هذا استثناء يعرض. قال: ومعنى يعرض استثناء منقطع. ومن قال ظلم قال: " لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم " وهو الذي منع القرى فرخص له أن يذكر مظلمته.
وقوله عز وجل: " ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء " قال: من تدخل في الجحد على النكرة في الابتداء، ولا تدخل في المعارف، وكأنه قال: أن نتخذ من دونك أولياء. دخولها وخروجها واحد. ومن قال أن نتخذ، ثم أدخلها على المفعول الثاني فهو قبيح، وهو جائز، ما كان ينبغي لآبائنا ولأوليائنا أن يفعلوا هذا.