وأطلق غل صاحبه وأردى ... قتيلاً منهم ونجا جريح
ولم يخشوا مصالته عليهم ... وتحت الرغوة اللبن الصريح
أخبرنا محمد، ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى إملاء، وثنا ابن شبة، ثنا محمد بن سلام، قال: زعم يونس بن حبيب قال: صنع رجل لأعرابي ثريدة يأكلها، ثم قال: لا تصقعها، ولا تشرمها، ولا تقعرها. قال: فمن أين آكل لا أبالك؟! قوله: لا تصقعها: لا تأكل من أعلاها. وتشرمها: تخرقها. وتقعرها تأكل من أسفلها.
وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " إذا اكتالوا على الناس يستوفون ": يزيدون ما على الناس، ومن الناس.
وقال أبو العباس، قال أبو نصر، قال الأصمعي: أشد الناس الأعجر الضخم؛ وأخبث الأفاعي أفاعي الجدب؛ وأخبث الحيات حيات الرمث، وأشد المواطىء الحصى والصفا، وأخبث الذئاب ذئب الغضى. وإنما صار كذا لأنه لا يباشر الناس إلا إذا أراد أن يغير.
وأنشد:
أنا أبو شرفاء مناع الخفر ... حية قف لاجىء إلى حجر
إذا تعذرت فلم تقبل عذر ... ثم أملت الرأس من غير صعر
ثم خزرت العين من غير عور ... وجدتني ألوي بعيد المستمر
مناع ما أعطيت من خير وشر
في أخرى:
أبذي إذا بوذيت من كلب ذكر
قوله: مناع الخفر: يعني مناع أصحاب الخفر، يعني النساء.
قال: وهو مصدر.
وقوله:
حية قف لاجىء إلى حجر.
قال: حيات الصخر أخبث من غيرها.
وقوله:
إذا تعذرت فلم تقبل عذر
أي: إذا لم تقبل عذري، كنت كذا؛ يريد: إذا لم أعط ما أريد. خزرت العين، أي تكبرت على الناس ونظرت إليهم بمؤخر عيني.
وقال أبو العباس: سلام على إلياسين، مثل إدريسين. آل ياسين: أهل ياسين. ما أنا بمصرخكم، قال: بمعينكم.
وقال: العرعرة: رأس الجبل.
ويروى عن عمر بن عبد العزيز أنه قال: أجملوا في الطلب، فلو أن رزق أحدكم في عرعرة جبل، أو حضيض أرض، لأتاه قبل أن يموت.
وقال أبو العباس: لا يزنى المؤمن حين يزنى وهو مؤمن، قال: ليس هذا من أخلاق المؤمنين. وقال: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع، ما آمن بي: تشديد، أي ينبغي له أن يواسيه.
قال أبو العباس: نصه، أي: أظهره؛ وكل مظهر فهو منصوص، وأصله من نصه، إذا أقعده على المنصة. وأنشد:
ونص الحديث إلى أهله ... فإن الوثيقة في نصه
وكل تبيين وإظهار فهو نص.
أعبد الله ثوباً كسوته قال: إن كانت الهاء لعبد الله، فالرفع والنصب، وإن كانت للثوب، فالنصب لا غير؛ لأن النصب قد تقدم في عبد الله.
قال: وقال إياس بن معاوية: كنت في مكتب في الشام، وكنت صبياً، فاجتمع النصارى يضحكون من المسلمين، وقالوا: إنهم يزعمون أنه لا يكون ثفل للطعام في الجنة. قال: قلت: يا معلم، أليس تزعم أن أكثر الطعام يذهب في البدن؟ فقال: بلى. قال: فقلت فما تنكر أن يكون الباقي يذهبه الله في البدن كله. فقال أنت شيطان! وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " فصل لربك وانحر ": يقال: استقبل القبلة بنحرك. وييقال: اذبح.
ويقال: غلام نشنش، وشعشع، وبلبل، وبزبز، إذا كان خفيفاً في السفر.
يقال: سويداء قلبه، وحبة قلبه، وسواد قلبه، وسوادة قلبه، وجلجلان قلبه، وأسود قلبه، وسوداء قلبه، بمعنى.
ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أنا أفصح العرب، تربيت في أخوالي بني سعد، بيد أنى من قريش.
قال: بيد، وميد، وغير؛ بمعنى.
" فانبذ إليهم على سواء " أي: أدفع إليهم عهودهم، وأعلمهم أنا على الحرب.
" فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى "، قال: لمن اتقى قتل الصيد.
" يوم يكشف عن ساق "، قال: ساق القيامة، وساق الدنيا.
ويقال: ملح ذرآنى وذرآنى.
الصرف: التصرف في الدية. والعدل: المثل.
أخبرنا محمد، ثنا أبو العباس قال، وحدثني ابن قادم قال: كتب فلان إلى المأمون كتاباً فيه: وهذا المال مالاً من حاله كذا. فكتب إليه: أتكاتبني بكاتب يلحن في كلامه؟ فقال: ما لحنت، وما هو إلا صواب. قال ابن قادم: فدعاني المأمون، فلما أردت الدخول عليه قال لي: ما تقول لأمير المؤمنين إذا سألك؟ قال: قلت: أقول له: الوجه ما قال أمير المؤمنين، وهذا جائز.