وما كل من تهوى يودك قلبه ... ولا كل من صاحبته لك منصف
وقال أبو العباس في قوله عز وجل: " وأقم الصلاة طرفي النهار " قال: بالغداة والعشي. وأطراف النهار، الغداة والزوال والمغيب. " وزلفاً من الليل ": قطعاً من الليل؛ الزلفة: القطعة. وقوله تعالى: " ولا جنباً إلا عابري سبيل " قال: إذا كان له بيت في المسجد فاحتاج أن يدخل إلى بيته جاز له.
ويقال ما عندي إلا خمسون دراهم، وإلا خمسون دراهم، وإلا خمسين دراهم، وإلا خمسين دراهم. وأنشد: ومالي إلا آل أحمد شيعة وآل أحمد، يرويان جميعاً، ليس بينهما اختلاف في رفعه ونصبه.
وقال: النضار: الخالص من كل شيء. النحيف: الردىء من كل شيء. وأنشد:
كأن تحتى كندرا كنادرا ... جأبا قطوطى ينشج الأساحرا
قطوطى: يقارب الخطو. والكندر: الغليظ الشديد.
الأمة: الدين. والإمة: النعمة.
" وليبين لكم بعض الذي " قال: تكون بمعنى كل، وبمعنى بعض. وأنشد للبيد:
تراك أمكنة إذا لم أرضها ... أو يرتبط بعض النفوس حمامها
عن محمد بن يعقوب السمرقند رحمه الله أخبرنا محمد بن الحسن ابن مقسم، ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، ثنا محمد بن يعقوب السمر قندي، ثنا أبو بكر الحميدي عبد الله بن الزبير ثنا أبو الوليد عبد الملك بن عبد الله بن شعوة، عن إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، عن حميد الأعرج، أنه حسب حروف القرآن فوجد النصف الأول من القرآن ينتهى إلى خمس وستين آية من سورة الكهف عند قوله تعالى: " هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً. قال إنك لن تستطيع " وهو الربع الثاني والسدس الثالث والثمن الرابع والعشر الخامس. وصارت " معي صبراً " من النصف الآخر إلى أن تختم القرآن.
والثلث الأول ينتهى إلى بعض إحدى وتسعين آية من براءة عند قوله: " كذبوا الله ورسوله سيصيب " إلا الباء من سيصيب، وهو السدس الثاني والتسع الثالث، وصارت الباء من سيصيب من الثلث الأوسط إلى بعض ست وأربعين آية من سورة العنكبوت عند قوله تعالى: " إلا بالتي هي أحسن إلا " وهو السدس الرابع والتسع السادس، وصارت " الذين ظلموا " من الثلث الآخر إلى أن تختم القرآن.
والربع الأول ينتهي إلى أول آية من سورة الأعراف إلى قوله " للمؤمنين " وهو الثمن الثاني، وصارت " اتبعوا " من الربع الثاني. والربع الثاني ينتهى إلى " لن تستطيع " حيث انتهى النصف الأول. والربع الثالث إلى بعض مائة وثمان وأربعين آية من سورة الصافات عند فمتعناهم، وهو الثمن السادس، وصارت إلى حين من الربع الآخر. والربع الآخر إلى أن يختم القرآن.
والخمس الأول ينتهى إلى بعض اثنتين وثمانين آية من سورة المائدة عند قوله تعالى " أن سخط الله عليهم " وهو العشر الثاني، وصارت " وفي العذاب هم خالدون " من الخمس الثاني. والخمس الثاني ينتهي إلى بعض ست وأربعين آية من سورة يوسف عند قوله تعالى " لعلى أرجع إلى الناس " وهو العشر الرابع، وصارت " لعهلم " من الخمس الثالث. والخمس الثالث ينتهي إلى بعض إحدى وعشرين آية من سورة الفرقان، عند قوله تعالى " أو نرى ربنا "، وهو العشر السادس، وصارت " لقد استكبروا " من الخمس الرابع. والخمس الرابع ينتهي إلى بعض خمس وأربعين آية من سورة السجدة عند قوله تعالى " من عمل صالحاً فلنفسه ومن " وهو العشر الثامن، وصارت " أساء فعليها " من الخمس الآخر. والخمس الآخر إلى أن تختم القرآن.