قال أبو العباس أحمد بن يحيى: دخلت يوما إلى محمد بن عبد الله، فإذا عنده أبو العباس محمد بن يزيد وجماعةٌ من أسبابه وكتابه، وكان محمد بن عيسى وصفه له، فلما قعدت قال لي محمد بن عبد الله: ما تقول في بيت امرءى القيس:
لها متنتان خظاتا كما ... أكب على ساعديه النمر
قال: قلت: الغريب أنه يقال لحمٌ خظا بظا، إذا كان صلبا مكتنزا. ووصفه بقوله: ((كما أكب على ساعديه النمر)) إذا اعتمد على يده. والمتن: الطريقة الممتدة عن يمين الصلب وشماله. وما فيه من العربية أنه خظتا، فلما تحركت التاء أعاد الألف من أجل الحركة والفتحة.
قال: فأقبل بوجهه على محمد بن يزيد فقال له محمد: أعز الله الأمير، وإنما أراد في خظاتا الإضافة، أضاف خظاتا إلى كما. قال: فقلت له: ما قال هذا أحدٌ. قال محمد بن يزيد: بلى، سيبويه يقوله. فقلت لمحمد بن عبد الله: لا والله ما قال هذا سيبويه قط، وهذا كتابه فليحضر. ثم أقبلت على محمد بن عبد الله فقلت: وما حاجتنا إلى كتاب