يستحب في الإناث. وهذا مثل قوله:
إذا أقبلت قلت دباءةٌ ... من الخضر مغموسةٌ في الغدر
ويستحب في الإناث أن تتم صدورها وتخف أعجازها. ويحمد من الإناث أن يدق أولها ويغلط آخرها. وعصا النهدي، أي كأنها عصا نبع؛ لاندماجها وملاستها. وإنما خص نهدا لأن النبع ينبت في بلادها، فهم أصحاب عصي لا تفارقهم، فعصيهم ملس، فأراد أنها فرسٌ ملساء. وعل لها، أي أدخل لها في باطن حافرٍ أوفي موضع النسور. وإنما شبه النسور بالنوى لأنها صلاب، وأنها لا تمس الأرض، لأن الحافر مقعب. وذو فيئة: ذو رجعة، وهو أن يؤكل النوى ثم يفت البعر فيستخرج النوى فتعلفه الإبل مرة أخرى. ولا يكون ذلك إلا من صلابته. ويقال ذو فيئة، إذا أكلته الإبل فاء عليها، رجعت لحومها. ومعجوم، أي إنه نوى الفم، وهو أصلب ما يكون معجوم: معضوض. وقران، قال: موضع كثير النخل.
قال: فما تقول في قول جرير:
فلا يضغمن الليث عكلا بغرة ... وعكلٌ يشمون الفريس المنيبا
قلت: يقول: إن عكلا تخافني أن أهجوهم، كما تخاف الغنم الأسد؛ وذلك أن الأسد إذا أثر في شاةٍ من الغنم فرت الغنم إذا شمت فريسته. والضغم: الأخذ بشدة. حذرهم شعره وهجاءه.