حدثني بعض إخواننا قال: حدثني أبو جعفر محمد بن رستم قال: حدثني أبو حاتم السجستاني قال:
كان جزئي علي يعقوب، ومنزلتي عنده فيمن يقرأ أن أجلس إلى جنب من يقرأ عليه، فإذا فرغ أخذت من الموضع الذي يتركه فأقرأ عليه، فجئت ذات يومٍ ورجلٌ يقرأ عليه من سورة البقرة حتى انتهى إلى قوله: {وَقَالَ لَهُمْ نبيهم} فابتدأت من هذا المكان حتى انتهيت إلى قوله: {فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} ، فحصبني وقال لي: أحسن أحسن. فأعدت الحرف من غير إدغام، وقد كنت قرأت عليه بالإدغام مرارا كثيرة، فقلت له: هذا لا يجوز الإدغام فيه. فقال: لم وحدثني غير واحد عن أبي عمرو أنه كان يدغم؟ فقلت له: أتهم الرواة فإنهم لم يضبطوا عنه. فقال: وحدثني فأكثر منه، فقلت: هذا لا يجوز، لأن بينهما واوا وكيف يدغم الحرف في الحرف وبينهما حرف آخر؟ فقال: اقرأ. فقرأت. وكان الأخفش النحوي يجلس خلف أصطوانة يعقوب، فصرت إلى الأخفش فسلمت عليه فقال لي: يا رأس البغل لعنك الله، تأبى إلا أن تعلم ما يعلم المشايخ، والله لا قرأ يعقوب بعدها إلا كما قلت.
قال أبو حاتم: فما قرأ بعدها إلا كما قلت.