خادم من صدر المجلس فأخذ بيده حتى تخطى به إلى أعلى موضع وقال له: ليس هذا موضعك. فقال: لأن أكون في مجلس أرفع منه إلى فوقه أحب إلي من أن أكون في مجلس أحط عنه. ثم اختير وآخر معه.

ومثل هذا قصة الفراء: قال أبو العباس:

قال الفراء: ذكرت للقعود مع المعتصم حيث نشأ، ولزمت نحوا من شهرين، فلما عزم على ذلك جاء رجلٌ يقال له أبو إياد، فطلب القعود معه، فسئل لينظر ما مقداره في العربية، فقيل له: كيف تقول يا زيد أقبل؟ فقال: يا زيد أقبل. قيل: فما هذه الضمة؟ فقال: الواو التي في قوله وأقبل. فارتضي وأقعد مع المعتصم فاستغنى، وأزلت أنا.

وكان يعجب بهذا ويتعجب منه ويقول: الدنيا لا تأتي على استحقاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015