قال أبو العباس محمد بن يزيد: قال أبو عثمان المازني: قلت للأخفش: كيف تقول: لقضو الرجل؟ قال: كذا أقول، لأني قلبت الياء واوا لضمة الضاد. قال: فقلت: كيف تسكنها في قول من قال: علم الأمر؟ قال: أقول لقضو الرجل فأسكن. قلت: فلم لا ترد الواو إلى الأصل إذا كانت الضمة في الضاد قد ذهبت؟ فقال: إني إنما أسكنها من فعل، فأنا أنوي الضمة فيها. قلت: وكيف تصغر سماء؟ قال: سمية. قلت: أليس هي محذوفة من سميية؛ قال: بلى. قلت: فلم لا تحذف الهاء لأنك تنوي الياء التي حذفتها؟ قال: ليس هذا مثل لقضو الرجل. قال: فسألته الفصل، فلم يكن عنده شيء. فسألت أبا عمر الجرمي فشغب علي.
قال أبو عثمان: وأنا أقول: إن هذا لا يلزم، لأن التصغير عندي يستأنف على حد آخر.
قال أبو العباس: ولم يصنع أبو عثمان شيئا. قال: ونحن نقول: لقضوُ الرجل ولقضوَ الرجل، فنسكن ونحرك، ولم نقل قط في مثل سماء سميية، نحو تصغير عطاء، لأنا نقول عطييٌ، فلما لم نقله صار بمنزلة ما ليس في الكلام، فكأنا حقرنا شيئا على ثلاثة أحرف ليس فيها هاء التأنيث فجئنا في تحقيره بهاء التأنيث، كما نقول في هند هنيدة، وفي دلو: دلية.