حدثني علي بن سليمان قال: سأل رجل أبا العباس في مجلسه عن قول الشاعر:
مرحبا بالذي إذا جاء جاء الخير ... أو غاب غاب عن كل خير
فقال: أيهجوه أم يمدحه؟ فقال: بل يهجوه.
وفيه تقديران: أحدهما تفسير محمد بن يزيد، قال: يصفه بالغفلة والبلادة، وتقديره مرحبا بالذي إذا جاء جاء الخير، أي حضوره غيبة، فهذا المصراع في ذكر بلادته وغفلته. ثم قال: أو غاب غاب عن كل خير، معناه أن الخير عندنا فإذا غاب غاب عن كل خير؛ لأنه لا يرجع إلى خير عنده.
قال أبو العباس أحمد: إنما وصفه بالحرمان فقط، وتقدير الكلام عنده: مرحبا بالذي إذا جاء غاب عن كل خيرٍ، جاء الخير أو غاب، يصفه بالحرمان والشؤم على كل حال.
وقد رواه غيرهما بالنصب، معناه مرحبا بالذي إذا جاء أتى بالخير، أي صادف الخير عندنا؛ أو غاب عن كل خير، أي إنه لا يرى الخير إلا عندنا، فإذا غاب عنا حرم ولم يصادف خيرا.
ومثل هذا، مما يسأل عنه:
سألنا من أباك سراة تيم ... فقال أبي تسوده نزارا