بأبا وهذا أبا، لأن الواو والياء إذا تحركتا وما قبلهما مفتوح انقلبتا ألفين، فكان سبيل هذين الاسمين أن يكونا مقصورين مثل عصا ورحى وفتى وما أشبه ذلك، ولكن أكثر العرب نطقتهما على النقصان في حال الإفراد فقالت: هذا أخٌ وأبٌ. فأسقطوا لام الفعل.

وقالوا: مررت بأخٍ وأبٍ، فإذا أضافوا قالوا: هذا أخوك وأبوك، ومررت بأخيك وأبيك. وبين العلماء اختلاف في هذه الواو والياء والألف، فيقول الكوفيون: هي الإعراب نفسه، ويقول البصريون: الحركات اللواتي قبل هذه الحروف هي الإعراب، وهذه الحروف اتساع.

ومن العرب من يضيفه على النقصان فيقول: هذا أخك وأبك، ورأيت أخك وأبك، ومررت بأخك وأبك. فإذا جمعوا قالوا في جمع السلامة: أبون وأخون في الرفع، وأبين وأخين في النصب والخفض، وفي جمع التكسير إخوة وآخاءٌ، وآباءٌ، وأبوة. وتقول على هذا: ضرب أبك أخيك على أنه جمع السلامة، وأصله أخينك فسقطت النون للإضافة.

وكذلك تقول: أكرم أبيك أخوك. وأنشدنا محمد بن يزيد:

فقلنا يا اسلموا إنا أخوكم ... فقد برئت من الإحن الصدور

وأنشدنا أيضا:

أيفخر بالأبين معا علينا ... فما آباؤكم بذوي ضغينا

فجمع هذا الشاعر بين اللغتين في بيت واحد.

ومن العرب من يجري الأخ والأب على الأصل فيجعلهما اسمين مقصورين، فيقول: هذا أخاك وأباك، ورأيت أخاك وأباك، ومررت بأخاك وأباك، كما تقول: هذه عصاك ورحاك، ومررت بعصاك ورحاك، ورأيت عصاك ورحاك. فاعرف ذلك إن شاء الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015