عبدَ الحميد لعلَّ ذكرَكَ خالدٌ … ولعلَّ نُزْلَكَ جنَّةٌ وحريرُ
ولعلَّ غرسَكَ في القرائحِ مثمِرٌ … ولعلَّ وَرْيَك للعقولِ منيرُ
نَمْ هَادئاً؛ فالشَّعبُ بعدَك راشدٌ … يختَطُّ نهجَك في الهدَى ويسيرُ
لا تخْشَ ضَيْعةَ ماَ تَركْتَ لنا سُدى … فالوارِثونَ لمَا تَركْتَ كَثيرُ (?)
لقد كان الإمام عبد الحميد بن باديس يؤمن، إيمانا قويا، بأن نهضة الجزائر، من كبوتها، لن تكون إلا على سواعد شبابها؛ فعمل على إعداده- تعليما وتهذيبا- بواسطة مساجد الوعظ والإرشاد، ومدارس التربية والتعليم، ونوادي التثقيف والتوجيه، وجمعيات التكوين والتنظيم، والصحف والمجلات، لتحرير الوطن من أغلال الاحتلال والاضطهاد، مزودا بالأسلحة الضرورية لتحقيق النصر!
يَا نشءُ أَنتَ رجاؤُنا … وبكَ الصَّباحُ قدِ اقتربْ
خذْ للحياةِ سِلاحَهاَ … وَخُضِ الخُطُوبَ ولا تَهَبْ
وقد طبق رجال ثورة نوفمبر الظافرة خطته المحكمة هذه - بعد أربعة عشر عاما من وفاته- وهي تتمثل في:
أ- سحق الظالمين المحتلين:
وأذَقْ نفوسَ الظالِمينَ … السُّمَّ يُمزَجُ بالرهبْ
ب- استئصال حذور الخائنين الذين أعمتهم أنانيتهم عن واجبهم الوطني المقدس:
واقلَعْ جُذورَ الخائِنينَ … فمِنهمُ كلُّ العَطَبْ