كثيرًا من الأخلاق ترجح به، لكن هذا الإسلام الوراثي لا يمكن أن ينهض بالأمم لأن الأمم لا تنهض إلا بعدَ تنبه أفكارها وتفتح أنظارها، والإسلامُ الوراثي مبني على الجمود والتقليد، فلا فكر ولا نظَرَ! " (?).
" ... والإسلام الذاتي، هو إسلامُ من يفهم قواعدَ الإسلام، ويدركُ محاسن الإسلام، في عقائده وأخلاقه وآدابه وأحكامه وأعماله، ويتفقَّه، حسب طاقته، في الآيات القرآنية، والأحَاديث النبوية، ويَبنى ذلك كلَّه، على الفكرِ والنظرِ، فيفرِّق بين ما هو من الإسلام، بحسْنِه وبُرهانِه، وما ليس منه، بقبْحِه وبُطلانِه؛ فيحياَ حياةَ فكبرٍ وإِيمانٍ وعملٍ" (?).
وكان من مقتضيات الدعوة التي قام بها الإمام ابن باديس للنهوض بالأمة، أن يعمل في جبهات كثيرة، ومجالات مختلفة؛ فاتصل بالزوايا، معاقل المحافظة على القرآن الكريم والثقافة الإسلامية، وأثر فيها؛ فجددت من أساليبها وحسنتها، وبعثت بأبنائها ليدرسوا عنه بقسنطينة، وأصبحوا دعاة للإصلاح، كما حارب بعض المنتَمين إلى الدين من الجامدين المتعاملين مع الإستعمار، الذي أدرك خطورة هذه الحركة الإصلاحية على وجوده في الجزائر؛ فعمل على إيقاف زحفها بكل أساليب الترغيب والترهيب؛ فإذا ارتفعت أصوات الشعب عاليا. تطالب بحقها في الحياة، سارع إلى توزيع المواد الغذائية لإسكاتها، زاعما أن الدافع لارتفاع تلك الأصوات هو البطون الجائعة. فيفصح ابن باديس ذلك الزعم بكلمة عنوانها: "ليس الخبز كل ما نريد"