جَلَسَا وَلَوْ سَاعَةً يَرْوِي بِهَا مُقَلٌ ... هَيْمٌ وَأَنْتَ عَلَيْهَا الدَّهْرَ مَشْكُورُ
فَالْعِيسُ طَائْعَةٌ وَالْأَرْضُ وَاسِعَةٌ ... وَإِنَّمَا هُوَ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرُ
تَغَلَّسُوا مِنْ زَرُودَ وَجْهَ يَوْمِهِمْ ... وَحَطَّهُمْ لِظِلالِ الْبَانِ تَهْجِيرُ
وَلَهُ:
صَدَّتْ بِنَعْمَانَ عَلَى طُولِ الصَّدَى ... دَعْهَا فَلَيْسَ كُلُّ مَاءٍ مَوْرِدَا
لِحَاجَةٍ أَمَسَّ مِنْ حَاجَاتِهَا ... تَخَطَّأَتْ أَرْزَاقَهَا تَعَمُّدَا
تَرَى وَفِي شُرُوعِهَا ضَرَاعَةً ... حَرَارَةً عَلَى الْكُبُودِ أَبْرَدَا
عَادَةُ عِزٍّ جَذَبَتْ بِخِطْمِهَا ... وَكُلُّ ذِي إِلْفٍ وَمَا تَعَوَّدَا
لا حَمَلَتْ ظُهُورُهَا إِنْ حَمَلَتْ ... رِجْلا عَلَى الضَّيْمِ تَقَرُّ أَوْ يَدَا
وَلَهُ:
يَا سَائِقَ الْأَظْعَانِ أَوْ رِدْ ... بَعْضَ مَا تَعْتَسِفُ
فَإِنَّ بَيْنَ سُوقِهَا ... أَفْئِدَةً تُخْتَطَفُ
يَا زَمَنِي عَلَى الْغَضَا ... مَا أَنْتَ إِلا الْأَسْلَفُ
لَهَفِي عَلَيْكَ مَاضِيًا ... لَوْ رَدَّكَ التَّأَسُّفُ
وَلَهُ:
لَيْلُ السُّرَى مِثْلُ نَهَارِ الْمُقَامِ ... مَا خِفْتُ أَنْ تُظْلَمَ أَوْ أَنْ تُضَامِ
رَامِ بِهَا الْلَيْلَ فَمَا يُسْفِرُ النَّجْحُ ... إِلا عَنْ نِقَابِ الظَّلامِ