أَنَّكَ تُحَلِّفُنِي بِاللَّهِ، صَلَّيْتُ الْبَارِحَةَ هَاهُنَا، فَاشْتَهَيْتُ أَنْ أَطُوفَ بِالْبَيْتِ، فَمَضَيْتُ إِلَى مَكَّةَ فَطُفْتُ، وَصِرْتُ إِلَى زَمْزَمَ لأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَزَلَّتْ قَدِمَي عَلَى الْبَابِ، فَأَصَابَ وَجْهِي مَا تَرَاهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، أَنْبَأنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ، أَنْبَأنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ السُّلَمِيُّ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسُوحِيُّ، مِنْ جِلَّةِ مَشَايِخِ بَغْدَادَ وَظُرَّافِهِمْ وَمُتَوَكِّلِيهِمْ، سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ يَحْيَى، يَقُولُ: سَمِعْتُ جَعْفَرًا الْخَوَّاصَ، يَقُولُ: كَانَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُسُوحِيُّ يَحُجُّ بِقَمِيصٍ وَرِدَاءٍ، وَنَعْلٍ طَاقٍ، وَلا يَحْمِلُ مَعَهُ شَيْئًا، لا رَكْوَةٌ، وَلا كُوزٌ، إِلا كُوزَ بِلَّوْرٍ فِيهِ تُفَّاحٌ شَامِيٌّ، يَشُّمُّهُ مِنْ جَوْفِ بَغْدَادَ إِلَى مَكَّةَ، وَكَانَ مِنْ أَفَاضِلِ النَّاسِ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنْبَأنَا ابْنُ بَاكَوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْخَيَّاطُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الرُّوذَبَارِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ الشَّرْقِيَّ، يَقُولُ: كُنَّا مَعَ أَبِي تُرَابٍ النَّخْشَبِيِّ، فِي طَرِيقِ مَكَّةَ فَمَرِضَ، فَعَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ إِلَى نَاحِيَةٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أَنَا عَطْشَانُ، فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ، فَإِذَا عَيْنُ مَاءٍ زُلالٍ، فَقَالَ الْفَتَى: أُحِبّ أَنْ أَشْرَبَ فِي قَدَحٍ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الأَرْضِ فَنَاوَلَهُ قَدَحًا مِنْ زُجَاجٍ أَبْيَضَ، كَأَحْسَنِ