يَظُنُّ، وَلا يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ.
وَقَالَ فِي ذَمِّ الدُّنْيَا: أَوَّلُهَا عَنَاءٌ، وَآخِرُهَا فَنَاءٌ، مَنْ صَحَّ فِيهَا أَمِنَ، وَمَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فتن، من قَعَدَ عَنْهَا أَتَتْهُ، وَمَنْ نَظَرَ إِلَيْهَا أَعْمَتْهُ، ومن بصر بِهَا بَصُرَتْهُ.
وَقَالَ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَكُونُ ذَنْبٌ أَعْظَمَ مِنْ عفوي، وجهل أَعْظَمَ مِنْ حِلْمِي، أَوْ عَوْرَةٌ لا يُوَارِيهَا سَتْرِي، أَوْ خُلَّةٌ لا يَسُدُّهَا جُودِي.
وَقَالَ: إذا قدرت على عدوك، فاجعل العفو شكراً للقدرة عليه.
وقال: إنكم مخلوقون اقتداراً، ومربوبون اقتساراً، ومضمنون أجداثاً، وكائنون رُفَاتًا، وَمَبْعُوثُونَ أَفْرَادًا، فَرَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا اقْتَرَفَ فَاعْتَرَفَ، وَوَجِلَ فَعَمِلَ، وَحَاذَرَ فَبَادَرَ، وَعَمَّرَ فَاعْتَبَرَ، وتأهب للمعاد، واستظهر بالزاد ليوم رحليه، وَوَجْهِ سَبِيلِهِ، وَحَالِ حَاجَتِهِ، وَمَوْطِنِ فَاقَتِهِ، فَهَلْ ينتظر أهل عصارة الشباب إلا جواني الْهَرَمِ، وَأَهْلُ نَضَاضَةِ الصِّحَّةِ إِلا نَوَازِلَ السَّقَمِ؟
536- وكان ابن مسعود [رضي الله عنه] يقول: إنكم في ممر اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فَي آجَالٍ مَنْقُوصَةٍ، وَأَعْمَالٍ مَحْفُوظَةٍ، وَالْمَوْتُ يَأْتِي بَغْتَةً، فَمَنْ زَرَعَ