سَبَبُ إِحْرَامِ الْمَنْصُورِ مِنْ بَغْدَادَ فِي بَعْضِ حججه

350- أخبرنا محمد بن أبي منصور قال: أنبأ المبارك بن عبد الجبار، قال: أنبأنا أبو بكر المنكدري، قال: أنبأنا ابن الصلت، قال: أنبأ أبو بكر بن الأنباري، قال: ثنا محمد بن أحمد المقدمي، قال: ثنا أبو محمد التميمي، قال: ثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: ثنا أبو سهل الحاسب، قال: ثنا طَيْفُورٌ، قَالَ: كَانَ سَبَبُ إِحْرَامِ الْمَنْصُورِ مِنْ مَدِينَةِ السَّلامِ، أَنَّهُ نَامَ لَيْلَةً فَانْتَبَهَ فَزِعًا، ثُمَّ عَاوَدَ النَّوْمَ فَانَتَبَهَ فَزِعًا، ثُمَّ رَاجَعَ النَّوْمَ فَانْتَبَهَ فَزِعًا، فَقَالَ: يَا رَبِيعُ! قَالَ: لبيك يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ فِي مَنَامِي عجباً. قال: ما رأيت جعلنا اللَّهُ فِدَاكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ كَأَنَ آتِيًا أَتَانِي فَهَيْنَمَ بِشَيْءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ فَانْتَبَهْتُ فَزِعًا ثُمَّ عَاوَدْتُ النَّوْمَ، فَعَاوَدَنِي يَقُولُ ذَلِكَ الشَّيْءَ، ثُمَّ عَاوَدَنِي بِقَوْلِهِ حَتَّى فَهِمْتُهُ، وَحَفِظْتُهُ وَهُوَ كَأَنِّي بِهَذَا الْقَصْرِ قَدْ بَادَ أهْلُهُ، وَعُرِّيَ مِنْهُ أَهْلُهُ وَمَنَازِلُهُ، وَصَارَ رَئِيسُ الْقَوْمِ مِنْ بَعْدِ بهجة إلى جدث تبنى عَلَيْهِ جَنَادِلُهُ، وَمَا أَحْسَبَنِي يَا رَبِيعُ إِلا وَقَدْ حَانَتْ وَفَاتِي، وَحَضَرَ أَجَلِي وَمَا لِي غَيْرُ رَبِّي، قُمْ فَاجْعَلْ لِي غُسْلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015