أما عطف النسق فهو التابع الذي يتوسط بينه وبين متبوعه حرف من هذه الحروف العشرة وهي: الواو، والفاء، وثم، وحتى، وأم، وأما، وبل، ولا، ولكن، فالسبعة الأولى: تقتضي التشريك في الإعراب والمعنى والثلاثة الباقية تقتضي التشريك في الإعراب فقط؛ فإن عطفت بها على مرفوع رفعت، أو على منصوب نصبت، أو على مخفوض خفضت، أو على مجزوم جزمت نحو: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} (22) سورة الأحزاب؛ {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ} (13) سورة النساء؛ {آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ} (136) سورة النساء؛ {وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ} (36) سورة محمد؛ والواو: لمطلق الجمع نحو: جاء زيد وعمرو قبله، أو معه، أو بعده، والفاء: للترتيب والتعقيب نحو: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} (21) سورة عبس، ثم: للترتيب والتراخي: {ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ} (22) سورة عبس، والعطف بحتى قليل ويشترط فيه ان يكون المعطوف بها اسما ظاهراً وأن يكون بعضاً من المعطوف عليه، وغاية له نحو: أكلت السمكة حتى رأسها؛ بالنصب؛ ويجوز الجر على أن حتى جارة كما تقدم في المخفوضات؛ ويجوز الرفع على أن حتى ابتدائية ورأسها مبتدأ والخبر محذوف، أي: حتى رأسها مأكول؛ وأم: لطلب التعيين إن كانت بعد همزة داخلة على أحد المستويين؛ وأو: للتخيير أو الإباحة بعد الطلب نحو: تزوج هنداً أو أختها، ونحو: جالس العلماء أو الزهاد، وللشك أو الإبهام أو التفضيل بعد الخبر نحو: {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ} (19) سورة الكهف؛ {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى} (24) سورة سبأ؛ {وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى} (135) سورة البقرة؛ وإما بكسر الهمزة مثل أو بعد الطلب والخبر نحو: تجوز إما هندا أو أختها؛ وبقية الأمثلة واضحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015