«استعمل الرسول رجلا من بني أسد على صدقة - فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي فصعد الرسول المنبر وقال: " ما بال العامل نبعثه فيأتي فيقول: هذا أهدي لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا، والذي نفسي بيده لا يأتن بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاه تبعر ثم رفع يده حتى رأينا عفرتي إبطه قائلا ثلاثا ألا هل بلغت» (?) .
والظلم: قال تعالى: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا} [الفرقان: 19] (?) هذا هو موقف القرآن من الظالم. «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا» (?) وهذا ما يحدث به النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة الحاكم العادل، وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته» (?) وظلم العبد لغيره ليس أكبر من ظلم الإنسان لنفسه فالكفر ظلم للنفس وارتكاب الموبقات ظلم للنفس وشرب الخمر وإذهاب العقل وسوء التصرف في الصحة الجسمية والعقلية والنفسية ظلم للنفس، وما ساد ظلم في مجتمع إلا دبت فيه الفوضى وآل إلى دمار.
هذه نماذج من مدمرات المجتمع القاضيات على استقراره نوردها على سبيل الأمثلة لا الحصر، ونستعيذ بالله منها ومن شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وندعو الله مخلصين أن يحفظ علينا أمن بلادنا واستقرارها ويوفق قادتها لما فيه صالح العباد والبلاد وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[المطلب الرابع عشر التحلي بمقومات المواطنة الصالحة في ضوء تعاليم] الإسلام