وهذا المطلب من أهم الضمانات اللازمة لاستمرار نعمة الأمن والاستقرار في بلادنا، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت. . . وبناء الأمة يقوم على أخلاقها، والمجتمع الذي تسوده الأخلاق الإسلامية الفاضلة حري بالنمو والبقاء وحري بأن يكون لخير أمة أخرجت للناس.

وعندما نتعرض لعدد من الأمراض الاجتماعية، فنحن لا نعني بالضرورة وجودها أو استشرائها في مجتمعنا الفاضل الكريم، ولكنا نتناولها بالدراسة إعمالا لقول الحق تبارك وتعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى: 9] وعندما يوضح الداء والدواء أمام كل ذي عينين فإن ذلك سوف يكون بالقطع وقاية قبل أن يكون علاجا. . . ونورد هذا أمثلة فحسب من الأخلاق التي تتفشى في كل مجتمع لا ينتبه إلى خطورتها وحجم أضرارها ومساهمتها في تفتيت الوحدة الاجتماعية، وإثارة الفتن والخلافات ولنبدأ: بالحسد:

الحسد: وهو كراهية الخير للناس وتمني زوال النعمة عنهم، فإذا أخذت هذه الصفة خطوات إيجابية بالعمل الممقوت والوشاية الضالة المضلة فإنما يصدق عليها قول الحق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ - مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ - وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ - وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ - وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 1 - 5] (?) .

وعندما يهب الرسول مناديا: «ولا تحاسدوا ولا تباغضوا» (?) . فهو إنما يخشى على أمته من شر الحسد ويقول: «إياكم والحسد فإن الحسد يأكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015