شئ إلا شانه» (?) . وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ويعطي ما لا يعطي على العنف» (?) . ومن الرفق أن يراعي القائم بهذه الفريضة حُرْمة الناس ومشاعرهم فلا يفضحهم، وإنما يأمرهم وينهاهم بالرفق واللين، وبدون تشهير بهم، قال الإمام الشافعي: " من وعظ أخاه سرا، فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه " (?) . إلا أنه يستثنى من ذلك من اختاروا فضح أنفسهم فجاهروا بمعاصيهم، فهؤلاء يتم أمرهم ونهيهم سرا وعلانية.
ثانيا: الإخلاص: من أهم الصفات اللازمة لنجاح الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر الإخلاص؛ بحيث يجعل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر نيته خالصة لله سبحانه وتعالى، وأن يقصد بعمله هذا أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الله هو المطاع في الأرض.
ويتضح مما سبق أن الشخص الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إذا نوى بعمله في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمورا شخصية كأن ينوي بروز شهرته بين الناس، أو ينوي أن يظهر للناس أنه عالم أو ينوي الانتقام والتشفي من شخص معين لأنه يكرهه لسبب من الأسباب، أو ينوي التقليل من قدر شأن كريم محبوب عند الناس ليعلم الناس بفسقه. . . إذا عمل هذه الأشياء وأمثالها فإن عمله هذا رياء، ولا يكون من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.