هذه النعمة العظيمة التي يفتقدها معظم الناس في أنحاء المعمورة، يغبطنا عليها بعض الناس ويحقد علينا لأجلها المتربصون بالإسلام الدوائر.

ومن النعم التي أنعم الله بها علينا أنه جعل بلادنا مهبط الوحي، ومنبع الرسالات، وجعلها أرضا مقدسة، فيها بيت الله، وفيها مسجد رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن النعم التي أنعم الله بها علينا أن هيأ لنا بمنه وكرمه حكومة تطبَق شرع الله وتحافظ على مقاصد الشريعة الإسلامية وتسعى إلى الإصلاح، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وترعى بيوت الله وأماكن العبادة، وتنشر الإسلام الحق في أرض الله وتقوم بواجب الدعوة إلى الله في مشارق الأرض ومغاربها بالحكمة والموعظة الحسنة. .

ومن النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة المال وشكر هذه النعمة يتطلب الالتزام بقيود كسبها الشرعية وإنفاقها فيما يرضي الله جل وعلا، وإذا نظرنا إلى قيمة المال في الإسلام نجد أن الإسلام ينظر إليه على أنه عصب الحياة وقوامها وضرورة من ضروراتها لا يستغني عنه الأفراد والجماعات. قال جلّ وعلا: {وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا} [النساء: 5] (?) . وقد سماه الله بالخير {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [العاديات: 8] (?) . ويقول تعالى {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر: 20] (?) . وجعله سبحانه زينة الدنيا {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46] (?) . وأضافه إِلى نفسه {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} [النور: 33] (?) . ونوه جل وعلا بالثروة المائية والحيوانية والنباتية، {وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 14] (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015