أخرج البخاري في صحيحه عن قيس بن أبي حازم أن امرأته سألت أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فقالت: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال أبو بكر: " بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم " (?) .

ولقد سئل الفضيل بن عياض - رحمه الله - حين سمع يقول: " لو كانت لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان "، فقيل له يا أبا علي فَسر لنا هذا، فقال: " إذا جعلتها في نفسي لن تعداني، وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد " (?) .

4 - إن ولي الأمر يُسَرُّ بدعاء رعيته له غاية السرور، ويدعوه إلى محبتهم والثقة بهم وعمل كل ما من شأنه تحقيق سعادتهم وتلبية احتياجاتهم، ومما يذكر هنا ما رواه عبد الله بن الإمام أحمد في (السنة) من خبر والده حين كتب كتابا أجاب فيه الخليفة المتوكل عن مسألة القراءة، وكانت مسألة معرفة، لا مسألة امتحان. قال عبد الله: فلما كتب أبي الجواب أمرنا بعرضه على عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزير المتوكل.

وظاهر أن الإمام أحمد يستشير هذا الوزير في أسلوب الخطاب وما يناسب الخليفة لا في مضمونه، وحسنا فعل، فإن الوزراء أعرف من غيرهم بما يلائم نفوس مستوزريهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015