وهذه رفعة الآخرة، فقد جمع القرآن بين سعادة الدارين.
يبحث في علم القراءات، وهو علم يتعلق بالقرآن الكريم، وعنوان الكتاب «مباحث في علم القراءات مع بيان أصول رواية حفص».
جمعت فيه الألفاظ والكلمات التي انفرد بها حفص عن عاصم، وقرأها وحده ولم يتفق معه راو أو قارئ في قراءته لها، كما ضمنته تعريفا بعلم القراءات، وخصصت رواية حفص ببيان أصولها.
والسبب في ذلك أن (رواية) حفص انتشرت انتشارا واسعا في أصقاع العالم، ولم يعد عامة المسلمين وكثير من خاصتهم يعرفون غيرها.
فأردت أن أبين لإخواني أن هذه القراءة المنتشرة، والتي يقرءون بها اختلفت في كثير من الكلمات والألفاظ عن كل القراءات والروايات، بل إن حفصا اختلف مع قرينه شعبة، وكلاهما تلقى القراءة عن إمام واحد هو الإمام عاصم الكوفي.
وفي الحقيقة إن قراءات وروايات القرآن الكريم كانت منتشرة في عالمنا الإسلامي، وكان التلاميذ الصغار يتلقون هذه القراءات عند مشايخهم بأسانيد متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحصلون على إجازات في هذه القراءات.
«وكانت قراءة عامة المصريين منذ الفتح الإسلامي إلى أواخر القرن الخامس الهجري على طريقة أهل المدينة المنورة سيما التي رواها ورش المصري عن نافع القارئ المدني، ثم اشتهر بعدها بينهم قراءة أبي عمرو البصري، واستمر العمل عليها قراءة وكتابة في مصاحفهم إلى منتصف القرن الثاني عشر الهجري، ثم