وقال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ} 1.
والآيات الواردة في كتاب الله الدالة على أن الله ـ تعالى ـ متصف بصفة العلم مما لا يكاد أن يحصى إلا بكلفة لكثرتها، وكلها ترد مذهب المعتزلة الذين نفوا صفاته ـ سبحانه ـ كلها ومنها صفة العلم فمنهم من زعم أنه ـ تعالى ـ عالم بذاته وقادر بذاته.
ومنهم: من عمد إلى تفسير أسمائه ـ سبحانه ـ بالمعاني السلسة.
فقال: عليم معناه: لا يجهل، وقادر معناه: لا يعجز.........الخ2.
ولقد رد الإمام "عبد العزيز المكي"3 في كتابه "الحيدة" على4 بشر بن غياث المرِّيسي المعتزلي وهو يناظره في مسألة العلم "إن الله ـ عز وجل ـ لم يمدح في كتابه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً ولا مؤمناً تقياً بنفي الجهل عنه ليدل على إثبات العلم له، وإنما مدحهم بإثبات العلم لهم فنفى بذلك الجهل عنهم، فمن أثبت العلم نفى الجهل، ومن نفى الجهل لم يثبت العلم" أ. هـ5.
ولقد ذكر عبد الجبار بن أحمد: اختلاف إخوانه المعتزلة في صفة العلم وبين أنها ثلاثة أقوال: وأطال الكلام والمناقشة حولها ونحن نذكرها هنا باختصار.
الأول: إن الله عالم بعلم هو ذاته وإليه ذهب أبو علي الجبائي.
الثاني: إن الله عالم لذاته وبه قال أبو الهذيل العلاف.