قرون، وتمتاز بالمحافظة على التوحيد والسنة والبعد عن البدع والدعوة إلى الله والجهاد في سبيله، وللسيد أبي

الحسن أخ أكبر منه هو السيد الدكتور عبد العلي عبد الحي (?) وهو طبيب، وقد تخرج في ندوة العلماء ومعهد ديوبند، كما تخرج في جامعة لكهنؤ بتفوق وامتياز، فهو بذلك يجمع بين الثقافتين الدينية والعصرية، وله فضل كبير في تربية السيد أبي الحسن وثقافته، ويدير ندوة العلماء خلفاً لأبيه الراحل ... وقد تزوج السيد أبو الحسن منذ عشر سنوات من الأسرة نفسها، لأن هذا تقليد محترم يعاقب من يخرج عليه.

بدأ السيد أبو الحسن تعلمه القرآن الكريم في البيت تعاونه أمه، وأمه من فضليات النساء والسيدات الفاضلات الصالحات، تحفظ القرآن، وتكتب، وتؤلف ثم تعلم اللغتين الأوردية والفارسية، ثم بدأ وهو في الثانية عشرة من عمره يتعلم الإنجليزية والعربية معاً، وبدأ تعلم العربية على الشيخ خليل بن محمد اليمني، وتوفر سنتين كاملتين على دراسة الأدب العربي وحده، وقرأ كثيراً من كتب الأدب، وشغف بها على خلاف العادة يومئذ في الهند، لأنهم يزهدون في الأدب العربي، وعني عناية خاصة بالعكوف على كتب ثلاثة هي: نهج البلاغة، ودلائل الإعجاز، والحماسة، ثم التحق بجامعة لكهنؤ، وهي جامعة تدرس العلوم المدنية باللغة الإنجليزية، وفيها قسم لآداب اللغة العربية التحق بها السيد أبو الحسن، وكان يومئذ أصغر طلاب الجامعة سناً، وضاق بدروس القواعد أولاً فأخره ذلك قليلاً، ثم سار في تعلمه ممتازاً فائقاً سابقاً، ثم أتم دراسته الأدبية على الدكتور الشيخ تقي الدين الهلالي المراكشي رئيس تدريس الأدب العربي في ندوة العلماء- وهي جمعية تشرف على دار العلوم هناك- ثم دخل الندوة، ومكث بها سنتين يدرس علوم الحديث، واستفاد كثيراً من شيخ الحديث الشيخ حيدر حسن خان. ومكث في دار العلوم ديوبند مدة شهور، وحضر دروس العالم الكبير المجاهد الشيخ حسين أحمد المدني في الحديث.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015