راض بذلك، لماذا يرضى بذلك وهو ألم للابن؟! لأنه مراد لغيره للمصلحة العظيمة التي تترتب على ذلك. اهـ. [من شرح العقيدة الواسطية].
فالخلاصة أن الإرادة تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: إرادة كونية: بمعنى ما يشاء الله، لا بمعنى ما يحبه، قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]. مثال ذلك: خلق الله البشر: هذا أبيض، هذا أسمر.
القسم الثاني: إرادة دينية شرعية تتعلق بالطاعة، سواء وقعت أم لا، فهي بمعنى ما يحبه الله تعالى، وليست بمعنى ما يشاءه، ولا يلزم من محبة الله تعالى للشىء أن يقع.
ومما تقدم يظهر الفرق بين الإرادة الكونية والإرادة الشرعية من عدة نواحي:
الناحية الأولى: أ- الإرادة الكونية: لا بد من وقوعها: كطلوع الشمس من المشرق.