2 - الإرادة الشرعية تختص فيما يحبه الله، والكونية عامة فيما يحبه الله وما لا يحبه.
فإذا قال قائل: كيف يريد الله تعالى كونًا ما لا يحبه؛ بمعنى: كيف يريد الكفر أو الفسق أو العصيان وهو لا يحبه؟! فالجواب: أن هذا محبوب إلى الله تعالى من وجه، مكروه إليه من وجه آخر، فهو محبوب إليه لما يتضمنه من المصالح العظيمة (?)، مكروه إليه لأنه معصية.
ولا مانع من أن يكون الشيء محبوبًا مكروهًا باعتبارين، فها هو الرجل يقدم طفله الذي هو فلذة كبده وثمرة فؤاده، يقدمه إلى الطبيب ليشق جلده ويخرج المادة المؤذية فيه، ولو أتى أحد من الناس يريد أن يشقه بظفره وليس بالمشرط، لقاتله، لكن هو يذهب إلى الطبيب ليشقه، وهو ينظر إليه، وهو فرح مسرور، يذهب به إلى الطبيب ليحمى الحديد على النار حتى تلتهب حمراء، ثم يأخذه ويكوى بها ابنه، وهو