ذهب أكثر علمائنا إلى أنه لا فرق بين قول المحدث (ثنا) وبين قوله (أنا) ، وذهب آخرون إلى أن قوله (ثنا) دال على أنه سمعه لفظاً وأن قوله (أنا) يدل على أنه سمعه قراءة عليه، وهذا عندنا باب من التعمق، والأمر في ذلك كله واحد،
فسمعت علي بن أبي خالد يقول: ما سمعت محمد بن أيوب يقول في حديثه إلا (أنا) وما سمعناه يقول (ثنا) *
وابن أيوب عندنا من كبار المحدثين، والذي حكيناه عنه دليل على ما قلناه من أن التحديث والإخبار واحد.
فأما العرب فلا فرق عندهم بين قول القائل (حدثني) وبين قوله (أخبرني) .
وقد سمى الله تعالى كتابه حديثاً مرة ونبأ مرة، والنبأ هو الخبر. ثم إن الشاعر يقول مرة هذا ومرة هذا.
أنشدني أبي قال: أنشدني أبو إسحاق الخطيب:
وخبرتماني أن تيماء منزلٌ ... لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت ... فما للنوى ترمي بليلي المراميا