وأشرعت رمحي، وطعنت أول فارس أقبل علينا فقتلته، ثم وثبت على العدو وقد انتزع اللَّه كل ما في قلبي من الخوف، فثار الناس في وجوه الروم، وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب اللَّه للمؤمنين النصر".
واللَّه إن الإنسان لتأخذه الرعدة وهو يستمع لمثل هذه الحكايات عن أولئك الأبطال الذين ما عرف تاريخ البشر زجالًا مثلهم أبدأ، فلقد انتصرت كتائب النور الإسلامية بفضل رجالٍ من أمثال سعيد بن زيد بن عمرو رضي اللَّه عنه وعن أبيه على إمبراطورية الروم الجبارة في كل المعارك التي خاضوها ضدهم، فجزى اللَّه سعيدًا كل خير عن المسلمين عامة وعن أهل "دمشق" خاصةُ، هذه المدينة الإسلامية العظيمة التي كان هو أول أمير إسلامي لها في تاريخها، قبل أن يعتذر هذا المجاهد العظيم لأبي عبيدة عن الإمارة، بعد أن اشتاق للجهاد مرة أخرى، ليترك هذا البطل بن البطل كرسي الإمارة ليتحول إلى جنديٍ بسيط في جيش المجاهدين العرب المسلمين، ليعلن للدنيا بان كتائب النور الإسلامية جاءت لتحرير بني الإنسان!
وإن كنا قد تحدثنا عن عمِّ وابن عمِّ عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنهم أجمعين، فقد جاء الوقت لكي نذكر أخًا للفاروق ذا حظٍ عظيم بين عظماء أمة الإسلام المائة، فمن يا ترى يكون ابن الخطاب الذي لم يكن عمرًا؟ وما هي حكاية عمليته الفدائية في "حديقة الموت" يوم "اليمامة"؟ ولماذا كان المارد العملاق عمر ابن الخطاب يجهش في البكاء كالطفل كلما تذكره؟ وكيف قتل هذا العملاقُ الإسلامي العظيم خائنًا كان أشد خطرًا على الإسلام من (مسيلمة الكذاب) نفسه؟ وما هي حكاية حروب الردة؟ وهل ارتدت العرب فقط من أجل رفضهم دفع الأموال كما تعلمنا في مدارسنا؟!
يتبع. . . . . .