قوي لما مات المهدي خارجًا عنها، وكذلك الهادي، والرشيد، فلما قتل بها الخليفة الأمين انخرم هذا الحكم، ورجع القائل يقول:

كَذَبَ المُنَجِّمُ في مَقَالَتِهِ الَّتِي ... نَطَقَت عَلَى بَغدَادَ بِالْبُهْتَانِ

قُتِلَ الأَمِينُ بِهَا لَعَمْرِي يقْتَضِي ... تكْذِيبُهُم في سَائِرِ الحُسْبَانِ

ثُمَّ مات بها الواثق بالله، والمتوكِّل على الله، والمعتمد بالله، والمكتفي بالله، والناصر لدين الله، وظَهَرَ لِكُل عَاقِلِ تَنَاقُضُ قَولِ المُنَجِّمِين، وشَنِيعُ كذبهم، وافترائهم فيما أجمعوا عليه.

وأمَّا مَا اختَلَفُوا فيه وقَطَع به بَعضُهُم دون بعض فلو حكيناه عنهم على ما ذكره الإِمام ابن الجوزي وغيره لكان أمرًا يُضحك منه.

وما أحسن قول القائل:

أَطُلَّابَ النُّجُومِ أَحَلْتُمُونَا ... عَلَى عِلْمِ أَرَقَّ مِنَ الهَبَا

كُنُوزُ الأرضِ لم تَصِلُوا إِلَيْهَا ... فَكَيْفَ وَصَلْتُمُ عِلْمَ السَّمَا

وقول البهاء زهير (?):

وَاعْزِم مَتَى شِئْتَ فَالأَوْقَاتُ وَاحِدَةٌ ... لا الرَّيْبُ يَدفَعُ مَقْدُورًا وَلاَ العَجَلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015