الأفغان. ولكن هذا الأمر من توفيق الله تعالى، فأنا لي منة على جميع المسلمين حيث أني رفعت السب عن الصحابة. وأرجو أن يشفعوا لي.
ثم قال لي: أريد أن أرسلك، لعلمي أن أحمد خان بانتظارك. لكن أرجو أن تبقى غدا فإني أمرت أن نصلي الجمعة في جامع الكوفة، وأمرت بأن يذكر الصحابة على المنبر على الترتيب ويدعى لأخي الكبير حضرة الخنكار سلطان آل عثمان قبلي، ويذكر بجميع الألقاب الحسنة ثم يدعى للأخ الأصغر (يعني نفسه) لكن يدعى لي أقل من دعاء الخنكار، لأن الواجب على الأخ الأصغر أن يوقر أخاه الأكبر. (ثم قال) وفي الحقيقة والواقع هو الأكبر وأجل مني، لأنه سلطان ابن سلطان، وأنا جئت إلى الدنيا ولا أب لي سلطان ولا جد، ثم أذن لي بالخروج فخرجت من عنده، فصار ذكر الصحابة ومناقبهم ومفاخرهم في كل خيمة وعلى لسان الأعاجم كلهم، بحيث يذكرون لأبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله تعالى عنهم - مناقب وفضائل يستنبطونها من الآيات والأحاديث مما يعجز عنه فحول أهل السنة. ومع ذلك يسفهون رأي العجم والشاه إسماعيل في سبهم.
وصبيحة الجمعة ارتحل إلى الكوفة، وهي عن النجف مقدار فرسخ وشيء، فلما قرب الظهر أمر مؤذنيه فأعلنوا بأذان الجمعة، وجاء الأمر بحضورها. فقلت لاعتماد الدولة:
ـ إن صلاة الجمعة لا تصح عندنا في جامع الكوفة. أما عند أبي حنيفة فلعدم المصر، وأما عند الشافعي فلعدم الأربعين من أهل البلد.