قلت: يحتاج هذا إلى دليل.
فانقطع ... والحمد لله.
ثم قلت: إنما لم آتك بحديث أو آية، لأني مهما بلغت في صحة الحديث أقول (رواه أهل الكتب الستة وغيرهم) فنقول: أنا لا أقول بصحتها، وشرط الدليل أن يتفق عليه الخصمان. ولو آتيك بآية وقلت (أجمع أهل التفسير على أن حكمها كذا وأنها نزلت في شأن أبي بكر) قلت إجماع أهل التفسير لا يكون حجة عليَّ، وتذكر تأويلا بعيدا وتقول: الدليل إذا تطرقه الاحتمال بطل الاستدلال، فهذا الذي دعاني إلى ترك الاستدلال بالآية أو الحديث.
ثم إن الشاه أخبر بهذه المباحثة طبق ما وقع، فأمر أن يجتمع علماء إيران وعلماء الأفغان وعلماء ما وراء النهر ويرفعوا المكفرات، وأكون ناظرا عليهم ووكيلا عن الشاه وشاهدا على الفرق الثلاث بما يتفقون عليه.
فخرجنا نشق الخيام، والأفغان والأزبك والعجم يشيرون إلي بالأصابع وكان يوما مشهودا.