والضعفة؟) فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - تطييبا لنفسه (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟)
فقال: قد ذكر في أصولكم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قلت: إني لم أجعل خصوص السبب دليلا وإنما هو قرينة تعيين ذلك البعض المهم.
فانقطع ...
ثم قال: عندي دليل آخر لا يقبل التأويل، وهو قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (?)
قلت له: ما وجه الدليل من هذه الآية؟
فقال: إنه لما أتى نصارى نجران للمباهلة، احتضن النبي - صلى الله عليه وسلم - الحسين وأخذ بيد الحسن، وفاطمة من ورائهم وعلي خلفهما، ولم يقدم الدعاء إلا الأفضل
قلت: هذا من باب المناقب، لا من باب الفضائل، وكل صحابي اختص بمنقبة لا توجد في غيره، كما لا يخفى على من تتبع كتب السير. وأيضا إن القرآن نزل على أسلوب كلام العرب، وطرز محاوراتهم، ولو فرض أن كبيرين من عشيرتين وقع بينهما حرب وجدال، يقول أحدهما للآخر: ابرز أنت وخاصة عشيرتك، وأبرز أنا وخاصة عشيرتي، فنتقابل ولا يكون معنا من الأجانب أحد، فهذا لا يدل على أنه لم يوجد مع الكبيرين أشجع